المرأة والمجتمع المدني

لو عاد الزمنُ أدراجَهُ هلْ ستختارُ شريكَ حياتِها نفسه؟

بدأتُ انسحب من حياته تدريجياً، حتى كدت لا أعرفه وبات لا يعرفني، يجمعنا سقف، ويفصلنا محيط فكري عميق، لا أجرؤ حتى على محاولة الابحار به، لعلّي اصل الى مرساه. تزوجته وهو طالب وانا ربة بيت، اقترن بي بناءً على رغبة اسرته آنذاك، توالت السنوات واصبح اليوم يُحضّر لدراسة الدكتوراه، الفوارق التي بيننا جعلتني اتمنى لو اني لم اتزوجه او إكمال تعليمي، او حتى الولوج في عالمه قبل مضي هذا كل هذا الوقت الذي فصلني عنه! انشغالي في رعاية الاطفال والبيت، جعل مني شيئا منسيا في حياته الخاصة.

 

اعترافات نسويَّة

تمضي الأيام بنا في دوامة الحياة ترهقنا حيناً، وتريحنا حيناً، وبين الأمس واليوم قصّة في قلب كل امرأة اختزلت حقيقة اختيارها لشريك حياتها، فماذا لو عاد بها الزمن أدراجه هل ستختاره شريك حياتها نفسه فيه؟

 

آراء بعض النساء بشأن الموضوع :

 

إنَّهُ قدري

إن عادت السنين سيكون هو لا غيره، بهذه الجملة استهلت رحمة الكندي مديرة مدرسة 45 سنة حديثها قائلة: “لا أرى أن الزواج اختيار بل هو قدر كتبه الله لكل رجل وامرأة، أنا عن نفسي سيكون هو ذات الرجل ابا لأولادي ليس لأنه الجيد والمكتمل وليس لأنه الأفضل بل لأنه قدري”.  وأضافت:” لم تخلُ حياتي من المنغصات والقسوة والظروف غير الطيبة لكن المودة التي زرعها الله بين الزوجين تنسي مرارة كل ما قاسيته، لهذا يجب ترجيح كفة الأمور الطيبة وتجاهل الأمور القاسية، فهذه هي الحياة”.

إلّا أنّ نوال كريم 50 سنة موظفة، لم تشاطر رحمة الرأي اذ قالت : “لو عاد العمر بنا.. ولن يعود، سأختار رجلا آخر لان اختياري فشل بعد عشرين سنة زواج.

 أكبر خطأ ارتكبته بحق نفسي هو عدم الاستماع لمن هم افهم مني بأمور الحياة، فقد رفض والداي الاقتران به وحتى الاصدقاء إلّا اني تزمتُ برأيي وامتثلت لرغبتي الجامحة في حينها دون التفكير في العواقب”.

 

غير نادمة

وشاركتنا الرأي وئام عادل إذ قالت: “لقد مضى على زواجي ثلاثة سنوات وانا سعيدة وغير نادمة، ولو عاد بي الزمن سأختاره هو،  لأنّه يتحمّل عصبيتي ومزاجي المتقلّب ويمتصُّ غضبي بصمته، وهذا ما يجعلني أندم أحيانا على افعالي، وتؤكد بان التريث هو ما يجعل الحياة الزوجية ناجحة ولا تقود إلى الندم فيما بعد، فالمشاكل ممكن حلها حينما لا تعطي الزوجة للمشكلة حجما اكبر، واذ فعلت العكس  فسيقودها إلى مشاكل جمة مع زوجها، مما سيترك بينهما شقاً كبيراً يجعل علاقتهما بتوتر دائم يقودها إلى الندم لكونها اقترنت به”.

 

الصــباح

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى