في تجربة جديدة.. جمعية الامل العراقية تبدأ بالتعليم الالكتروني والتدريب عن بعد

أهتز العالم اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا ونفسيا بشكل كبير واستثنائي بعد انتشاء وباء او جائحة كرونا، فتوقفت غالبية الاعمال وحركة السفر، وازدادت التحديات التي تواجه المجتمعات للتقليل من تأثير هذا الوباء. ولاشك فأن عملنا في المنظمات غير الحكومية واجه هذا التأثير خاصة نحن المنظمات التي تعمل في مجال التنمية والمدافعة للتأثير في السياسات او التوعية ونشر الثقافة.
وبعد عدة اجتماعات واتصالات مع مدراء ومنسقي مشاريعنا، بدأنا بأستغلال فرصة (خليك بالبيت) لتقييم بعض المشاريع او قياس الاثر على المستفيدين، ومن فترة اتجهنا للتعليم الالكتروني او التدريب عن بعد، وحتى حملات المدافعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي ( مشروع مراعاة الجندر في الامن والسلام في العراق 1325)، على اعتبار الكثير من الناس اتجهت لهذه الوسائل خلال فترة الحظر. هذه التدريبات او التعلم الالكتروني، سيجعل من الفريق يتعامل مع وسائل جديدة ويطور من عمله معها، ويقدم فائدة خلال التواجد الاجباري في البيت.
وهنا سأركز على مشاريع توفير سبل العيش، فنحن ننفذ حاليا ثلاثة مشاريع لتوفير سبل العيش للشباب والشابات في نينوى، النجف، كركوك، البصرة، ديالى وصلاح الدين، عدد المستفيدين والمستفيدات منها حوالي 900، كنا نعتمد اساسا على التدريب المباشر اما في مراكزنا كما في نينوى، او مراكز التدريب المهني او مكاتبنا او مراكز ثانية. وبعد التشاور مع الشركاء واعضاء فرق المشاريع الثلاثة قررنا السير بالتعليم الالكتروني او التدريب عن بعد .
ففي مشروع المستقبل المشترك في سهل نينوى، ، قام فريق المشروع بتقسيم المستفيدين على 12 مجموعة تتضمن من 10-15 مستفيد ومستفيدة، باشر الفريق بتدريب تجريبي عن طريق برنامج (ZOOM) مع المستفيدين لمعرفة جودة الانترنيت وامور فنية اخرى تتضمن توقيت توفرالتيار الكهربائي لكل منطقة وغيرها، تبعتها محاضرة تجريبية تضمنت مواضيع خصت التفاؤل والامل والتي هي جزء من البرنامج التدريبي للاسابيع التدريبية، شمل التدريب عرض سلايدات للمشاركين وشرح مباشر من المدرب لهم، فضلا عن جلسات نقاشية خصت المادة التدريبية، مع فيديوات توضيحية تمت مشاركتها مع الشباب اثناء التدريب.
لاقى التدريب استحسان المشاركين والمشاركات، وبدأت عملية التدريب بشكل سلس وايجابي.
في المشروعين الاخرين (في محافظات النجف، كركوك، البصرة، ديالى وصلاح الدين) كانت التجربة متشابهة، حيث تم تصميم فيديوات تدريبية بالمواضيع التي تم الاتفاق عليها والتي من اممكن تقديمها بهذه الطريقة، ويتم ارسال الفيديوات او انفوغراف (افلام كارتونية تقريبا مع معلومات)، وتتم مناقشة المحتوى مع المتدربين بشكل مباشر، وهذه الطريقة لاتؤمن التفاعل المباشر الجماعي كما في السابقة، الا انها تؤمن وجود مواد قصيرة لاتتجاوز العشر دقائق لمراجعتها لاحقا، وبالامكان مشاهداتها في اي وقت، والاستفادة منها مستقبلا في تدريبات لاحقة، نحن نطمح لتأسيس مكتبة فيديوية مفيدة للجميع. واستطاع فريق الامل من المشاريع تقريبا انجاز 50- 60 فيلم بشكل تجريبي، وسنعمل للوصول الى 100 فيلم رصين بعد التجارب.
وهذه التدريبات شملت القيادة والادارة والتواصل وعمل الفريق وغيرها، وفي نينوى بدأنا بالتدريب التقني ايضا الذي شمل صيانة الموبايل وتصميم الغرافيك. ويقوم الفريق بتقديم مبلغ او رصيد معين للمستفيدين والمستفيدات للحصول على الانترنيت، كجزء من التعويض والتحفيز. وسيقدم الفريق والمدربين والمدربات اعادة سريعة للتدريبات بشكل مباشر عندما يسمح الوضع الصحي بذلك.
نحن نتفاوض الان مع مدربين ومدربات لانجاز مواد تدريبية اخرى بالتوعية بالانتخابات، الحملات الانتخابية، التفاوض والوساطة، الجندر، وحملات المدافعة وربما غيرها.
هي فرصة ان نشكر كل الفرق العاملة في هذا المجال، ومن ضمنها، اسمعوا صوت النازحين ومشروع 1325 الذي بدأ بتنظيم حلقات نقاشية الكترونية، والامر نفسه مع مشروع حماية المدافعين عن حقوق الانسان (مركز النماء لحقوق الانسان) ، وفرق بقية المشاريع على حرصهم على انجاز العمل بطريقة جديدة، تكسب ثقة المستفيدين والشركاء والمانحين، وتؤمن تجربة سنحرص جميعا على تطويرها لاحقا.
جمال الجواهري/ جمعية الامل العراقية