المرأة والمجتمع المدني

عراقيات: خلف قضبان التنمر سُجنت طفولتنا

عراقيات/  رغدة صلاح

"بلكي من تكبرين يصير لونج.. أفتح" مثل هذه الجمل آلمتني وظلت محفورة في قلبي إلى الان، سمعتها مرات عدة في طفولتي من اقاربي وجيراني، والان ادرك اني تعرضت لتنمر فقط لأني سمراء ولم اجد من يحميني منه، بسببه كبرت وانا منعزلة، لا املك ثقة في نفسي، ولم أجد من يدعمني، لأن امي متوفاة واخوتي صغار.. تقول رؤى سالم.

 

من جانبه تقول لنا زينب العاني: عندما تكون في سن الطفولة أو المراهقة انت لا تفكر على نحو سليم وستكون مغمورا بنفسك، ولكن كلمات صغيرة يمكن ان تنسفك بسهولة، "بطيئة الاستيعاب" هذه العبارة كانت تؤلمني ومازالت، وصدقت في مرات عديدة اني لست مؤهلة للدراسة حتى..، لولا والدي الذي وقف بصفي وضد من شاكسني وشجعني للمضي قدمًا، والان انا متخرجة جامعيًا بفضله واشكر الله اني لم اصدق كلمات المتنمرين!

 

وفي مفارقة غريبة تقول س. ن: امي من عرضتني للتنمر، فمنذ وعيت وهي تكرر لي جمل مفادها اني جعلتها تعيسة مثل "ضحيت بنفسي علمودج" إشارة إلى عدم طلاقها من والدي، جعلتني أتمنى في عمر السابعة ان الله لم يخلقني لأجعلها ترضى!، اتألم بسبب ذلك دائما واشعر بالاسى على طفولتي.

 

يقول الخبير الاجتماعي محمد العزاوي: التنمر شكل من اشكال الإساءة والايذاء يهدف إلى التقليل من شأن الشخص والحط من مكانته، وقد يكون التنمر سلوك جزئي من الحياة فنحن نتعرض لتنمر مدير العمل، وزملاء المهنة، والاقارب وحتى الأصدقاء ولكننا ندرك الفعل فتهون العاقبة علينا، لكن في مرحلة الطفولة لا يمكن ان تكون بسيطة ابدا وكثير من الحالات استمرت تعاني طوال حياتها من تنمر معين..

 

في هذا الصدد يقول لنا الاخصائي النفسي احمد علي: على الوالدين التعامل مع هكذا مواقف بجدية تامة تبدأ بتعليم الطفل كيفية التحكم بنفسه ومشاعره واعصابه تجاه المتنمرين وتنبيههم إلى ضرورة تجاهلهم، وزرع الثقة بنفسهم على نحو متواصل لكي لا يؤثر كلام المتنمرين فيهم، وعدم تركهم للجلوس وحدهم حتى يشعروا بالأمان والحب، بهذا نحمي الانسان مستقبلا من الأثر النفسي الذي يمكن ان يتعرض له من تنمر المجتمع بفئاته كافة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى