المرأة والمجتمع المدني

رنا كاظم … شجون مع أعداد الطعام

عراقيات – رغدة صلاح

رنا كاظم او ام عبد الله متخرجة من معهد المعلمات قسم الإنجليزي منذ العام 2007، وكانت من المتفوقات، وكحال الكثير من العراقيات لم تجد التعيين الحكومي، لذا بدأت بمشروع بدعم وتشجيع من عائلتها وصديقاتها في العام 2014 وهو العمل بمجال الطبخ، وتفخر اليوم في كونها عضو في جمعية طهاة العراق، وعضو في منتدى الطهاة العرب.

تقول رنا لمجلة "عراقيات": كنت اصغر بنات ابي الذي كان يعمل طباخ للوصي على العرش الملكي عبد الاله، ورئيس الوزراء نوري السعيد في موانئ البصرة في العام 1950، وكان ابي يرى لدى عشق كبير للطبخ، لذا تعلمت على يديه اساسياته، وكنت اخرج معه حتى لتسوق الأشياء الضرورية للطبخ وبقيت معه بهذه العلاقة الابوية القوية والمتينة في كل شيء لغاية وفاته..

وتكمل: ارتأيت ان اجعل له ذكرى تلازمني، وعملي اليوم بمجال الطبخ كان خير اختيار ليكون معي دائمًا لا سيما (نفسه) الجميل في الطبخ.

وتضيف: شجعني الاصدقاء ايضًا لابدا العمل كطباخة واسسوا لي صفحة عامة على موقع فيسبوك، وبدأت العمل بما يتوفر في منزلي، واحتجت بداية لبعض الأدوات (ست البيت، وكابسة صاج) ولكني لم أطالب بشرائها بسبب إمكانية عائلتي المحدودة، ولم ارد ان اتدين لذا خطوتي الأولى كانت بيع قطعتين من الذهب لدي واقتنيت ما انا بحاجته..

بدأت كاظم العمل وحدها في مطبخ تبلغ مساحته "متر ونص في مترين" يقع في الطابق الثاني في بيت اهل زوجها، وكان زوجها يغلف ويوصل طلبات زبائنها ويساعدها في التسوق لإنجاز العمل وتقول: زوجي خير سند لي من بعد الله.

 وتكمل: بعدها بدأ عملي يتوسع، وما زادني سعادة اعجاب الناس بطعامي شكلاً ومضمونًا، وأصبحت الكثير من زبوناتي صديقات لي وجعلني هذا اتمسك بعملي وارى فيه سعادتي ونجاحي.

شاركت رنا في العديد من المعارض والبازارات والمهرجانات أولها كان في العام 2015 وتخبرنا: عندما عرضت الطعام في هذا البازار نفد كله مره واحدة خلال ساعة فقط، ولم اكن سعيدة لأني حصلت على المال من عرق جبيني بقدر سعادتي بأقبال ورضى الناس عن ما انتج.

تحلم كاظم اليوم ان يكون لها مكان خاص لتعمل فيه، وان تشرك معها نساء من العوائل المتعففة ليكون مصدر رزق لهم واسرهم جميعًا.

للنساء..  تقول رنا: لا تنتظري ان يأخذ احد بيديكِ لتنجحي، كوني قوية واعتمدي على نفسكِ، لتساعدي زوجك وعائلتك بعمل شريف يعينكم على تجاوز صعوبات الحياة..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى