تقارير وتحقيقات

خاطرتي في ذكرى ثورة 14 تموز 1958

هناء ادور

لنكن منصفين. ينبغي تقييم ثورة 14 تموز من خلال الظروف التي انبثقت في رحمها وأليتها ومنحزاتها طيلة اربع سنوات. الركون الى حدث واحد بتصفية العائلة المالكة ينبغي الا يكون الفيصل بالموقف السلبي من الثورة.

* كانت حركة عسكرية لكنها حدثت بتنسيق مع جبهة الاتحاد الوطني التي تشكلت من الاحزاب السياسية المعارضة. وحظي قيام الثورة بتأييد عارم من الشعب. فهي لم تكن عمل انقلابي بحت.

* تغيير النظام السياسي كان احد الاهداف الذي تبنته الثورة. في ظروف الخمسينات حدثت تحولات كبيرة في الدول نحو النظام الجمهوري.

* فتحت الثورة محال الحريات العامة بدء من اطلاق سراح السجتاء السياسيين الى تشكيل المنظمات والاتحادات النقابية والجماهيرية والنشر.

 

* حققت الثورة خروج العراق من حلف بغداد العسكري والخروج من منطقة الاسترليني، واستردت سيطرة العراق على الحقول النفطية بقانون 80.

 

* تشريع وتطبيق قانون الاصلاح الزراعي وجه ضربة قاصمة للنظام الاقطاعي الذي جعل الفلاح مرهونا بحياته وحياة اسرته للاقطاعي.

* تشريع قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 كان ثورة اجتماعية بتنظيم احوال الزواج والطلاق والنفقة والحضانة والوصية والنسب والارث وفق قانون يجمع كل العراقيين.

 * فتحت الثورة المجال للصناعة الوطنية وفتحت ابواب التعليم واسعة امام الشرائح الشعبية، وخاصة في أيفاد الألوف من الطلبة للدراسة خارج العراق على نفقة الحكومة.

* ازدهار النشاطات الثقافية والفنية والاجتماعية.

* الاعتراف بدور المراة في المشاركة السياسية وفي مختلف نواحي الحياة.

* لايمكن أن ننسى منجزات الثورة في بناء المجمعات السكنية وتوزيع الاراضي في أغلب المدن العراقية للعوائل الفقيرة والكادحة.

لقد أحدثت الثورة نقلة نوعية مادية وروحية في حياة شعبنا، ولايزال فكرها وتراثها متجذرا في وجدان العراق، وكان ملهما لتجدد الروح الوطنية بيننا كعراقيين في التصدي للنظام الطائفي الراهن، كما هي مؤشر قياس للنزاهة واحترام الكفاءة والاخلاص في اداء الواجب الوظيفي.

طريق الثورة لم يكن معبدا لا بالورد ولاحتى بالاسفلت، وخندق أعدائها كان اكبر منها مع نقص الحنكة والعقل القيادي الحكيم لها، فانتكست الثورة واستمر مسلسل النظام الشمولي الاستبدادي وثقافته لعقود من الزمن.

لقد غيرت ثورة تموز المجيدة مسار حياتي بقيمها وشخوصها الطيبين.

وحتى اخر رمق في حياتي سأردد: المجد لثورة 14 تموز الخالدة!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى