حملة أفضح المتحرش تقمع المتحرشين

سارة جاسم _ بغداد
تزداد ظاهرة التحرش في المجتمع العراقي، وخاصة في الأماكن العامة التي تجتمع فيها العوائل كالمتنزهات والحدائق ، وحتى في الشارع العام أمام المارة والمواصلات العامة
ما زالت المرأة العراقية تعاني من هذه المضايقات سواء كانت جسدية او لفظية، ولم نشاهد قوة أمنية وقانونية تحد وتمنع هذه الظاهرة الا بعد وقوعها بسبب أفلات المتحرش من جريمته وعدم الشكوى من الناجيات من التحرش.
فمنذ عام (2003) وبعض الشباب يعيش حالة من الانفلات الاخلاقي من دون أي محاسبة او مراقبة وعلى مرأى ومسمع الجميع، فقد تناولت مواقع التواصل بالآونة الأخيرة بعض المقاطع التي عرضت حالات التحرش في مختلف الاماكن العامة والمواصلات التي نخجل ان يتم عرضها وتنتهك معايير التطبيقات ولكن تداولها هو الحل المتاح الأنسب كون الخوف من الأعلام اصبح اقوى رادع من القانون .
وهي حملة نفذها ناشطون في مواقع التواصل بعنوان #أفضح_المتحرش أخذت صداها يكبر ، فقد عالجت العديد من الحالات وشجعت النساء والفتيات على حماية أنفسهن بالتصوير سواء عند اللجوء للقانون لأثبات الواقعة او عبر مواقع التواصل كي يكون رادع لهم ولمن تسول له نفسه أرتكاب نفس الفعل .
هذه الحملة كسرت حجر الصمت للنساء في مختلف دول العالم ففي الغرب كانت حملة ( Me Too) ، اما على الصعيد العربي فدولة مصر أول من بدأت بأطلاق هذا النوع من الحملات، منذ عام 2013 بصفحة على فيسبوك ( سجل المتحرشين ) لإدانة واستنكار الاعتداء والتحرش الجنسي ولاقت صدى كبير بين مؤيد ومعارض .
ثم انتشرت الحملة على نطاق واسع و بمرور السنوات لتشمل عدد كبير من الدول منها لبنان ، الكويت ، السودان ، فلسطين ، وتونس لتصل للعراق بالسنوات الأخيرة .
هذه الحملة وكثرة المشاهد التي تُنشر ، تدل على ان المرأة العراقية اصبحت تتصدى لهذه الظاهرة وليس كما في السابق حيث كانت تكتفي بالصمت امام هذه الانتهاكات وأصبحت تدافع عن نفسها وجسدها من خلال الرد والشكوى وكذلك التصوير لهذه الحالات لتضمن حقها في الشكوى او فضح المتحرش .