“إنكار الجائحة”.. علماء نفس يكشفون سبب الرفض لحقائق كورونا

وسط توفر الكثير من المعلومات حول شدة فيروس كورونا والحاجة إلى اتباع الإرشادات الاحترازية، لا يزال بعض الناس يرفضون تقبّل الواقع.
ويتجلى إنكار حقيقة فيروس كورونا بعدة طرق، سواء كان ذلك برفض ارتداء الكمامة أو حضور التجمعات الكبيرة.
ويمكن للإنكار على المدى القصير أن يساعد في التكيف مع الموقف، إلا أنه عندما يصبح عكازاً طويل الأمد ويضع الآخرين في طريق الأذى، فقد يكون الإنكار مشكلة خطيرة.
وهناك أيضاً مصطلح في علم النفس يسمى العقلانية، والذي غالباً ما يخلط الأشخاص بينه وبين الإنكار، والتي تعد بمثابة آلية دفاع حيث يحاول الناس تبرير السلوك غير المقبول.
وأجرت CNN مقابلة مع عالمي النفس إيف ومارك وايتمور، مع أكثر 30 عاماً من الخبرة في مجالهما، واللذان أمضيا السنوات الأخيرة في دراسة كيفية التعامل مع المعلومات الخاطئة والتحيز التأكيدي.
ما هو الإنكار ولماذا ننكر الأشياء التي من الواضح أنها حقيقية؟
تقول إيف، التي تعمل حالياً كطبيبة نفسية إكلينيكية بولاية أوهايو، إن مفهوم الإنكار يستخدم في علم النفس لوصف كيفية تعامل الناس مع الواقع، وهو لا يعد ضمن أفضل الآليات التي تعرف باسم آليات الدفاع.
ويقول مارك، وهو أستاذ مشارك في كلية إدارة الأعمال بجامعة "Kent" الحكومية بولاية أوهايو، إن الإنكار يعد بمثابة وسيلة للناس للدفاع عن أنفسهم ضد القلق.
ويوضح مارك أنه عندما يواجه الناس فترات فيها الكثير من القلق الذي يُنظر إليه على أنه تهديد، يطور الناس استراتيجيات لحماية أنفسهم وتمنحهم الإحساس بالأمن والأمان، وأحد تلك الاستراتيجيات هي ببساطة إنكار وجود مصدر التهديد. وفي مثل هذه الحالة، يمكن القول: "حسناً، هذه الجائحة مجرد خدعة وغير موجودة بالفعل".
كيف يصبح الإنكار أو التبرير مسألة خطيرة؟
توضح إيف أن الرفض والتبرير هما ضمن آليات معادية للتكيّف مع مصدر التهديد، وعلى العكس، يمكن أن تعرّض مثل هذه الآليات لمصدر التهديد بدلاً من اجتنابه.
وفي حالة الجائحة، يمكن أن تصاب بالمرض لأنك إذا كنت تنكر، فأنت تبرر خطورة الموقف. إذن ربما لن تتخذ الاحتياطات اللازمة المناسبة لحماية نفسك.
مارك يوضح أن هناك أشخاص تقول: "أريد أن أصاب بالفيروس وأن أتخلص منه"، وهناك أيضاً أشخاص تسافر عبر الولايات المتحدة إلى ولايات مختلفة، على الرغم من عدم التوصية بذلك، لأنهم يعتقدون أن مرض "كوفيد-19" ليس بهذا السوء.